هنتكلم شوية جد لكن بدون الدخول في كلام كبير زي النخبة و طبقة البروليتاريا و الانتلجنسيا و الكلام الكبير ده ، بجد شيئ مختلف تماما انك تحضر اضراب عمال غزل المحلة و تشوف 25 الف عامل يطالبون بحقوقهم ، و 100...200 ( على الأكثر) واقفين يطالبون بسقوط مبارك .
ولا فرصة هنا للمزايدة أو القول بأننا نسفه من كفاية ومظاهراتها التي لم نفوت منها مظاهرة واحدة اصلا.
لكنه فعلا شيئ مختلف انك تشوف مجموعة القادة العماليين البسطاء و تقعد معاهم قبل الاضراب بإسبوع و تشوف و تسمع مناقشاتهم و هما بيحضروا لجنة الإعاشة بتاعة الاعتصام.
.تشوفهم و تسمعهم و همّا بيحضروا ليوم الاضراب و افضل الايام التي يبدأون فيها بالإعلان عن إضرابهم...كان ليّا الشرف الحقيقي اني احضر و اشوف كل ده لأ و ايه كمان الناس سمحولي بابداء رأيي في تحديد يوم الاضراب و الحمد لله انهم ما اخدوش بيه و الا كانت بقت كارثة.
وما حدث هنا كان شئ مختلف أيضا ، مجموعة من المتظاهرين لا يزيد عددهم عن العشرين يتشاجرون أمام مئات من جنود الأمن المركزي ، يستخدمون أحط الألفاظ ، ويزايدون علي بعض إلي درجة أن اللوءات الجالسون في الخلف جاءوا ليتفرجوا علي مشهد كان جدير بالمشاهدة حقا.
لا يمكن انكار أن مظاهرات النخبة التي كنا - نعترض عليها في وقت من الأوقات - هي التي فتحت الباب أمام المظاهرات الفئوية ، كسر التابو الأكبر (مبارك) فتح الباب لكسر كل التابوهات ، لكننا يجب أن نتوقف كثيرا أمام الحالتين ، كيف ينظم العمال مظاهراتهم واضراباتهم ؟ وكيف تنظمها النخب ؟، ونحن تستثني الإخوان من هذه المقارنة لأن حركة العمال والحركات النخبوية يتشابهون في ثبوت الأهداف الكبيرة لأعضائها لكن مع تعدد مرجعياتهم السياسية ، مما قد يخلق تنازعات كثيرة لإختلاف الرؤي السياسية، وهو وضع غير موجود لدي الإخوان ، الغريب هنا أننا رأينا هذه الاختلافات والتنازعات بشكل واضح في أوساط النخب و لم نكد نراها وسط العمال ، اكثر من 20 ألف عامل وحدوا مطالبهم ولم يشذ أحدهم عن الإجماع وأقل من 20 (........) كان كل واحد فيهم يري أنه صاحب الرؤية الأشمل وأنه صاحب الحق الذي يجب أن يتبع.
فهل يعترف اخواننا النخبويون باخطائهم؟...ويتعلمون من العمال؟ ، لو طلبين كتير ممكن يكتفوا بواحد!!!