Monday, December 29, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 9


على سبيل التصوير:

هادئة كالعصافير.. بريئة كالأطفال.

ملحوظة: لا العصافير هادئة، ولا البراءة من شيم الصغار.

الهامش التاسع:

عندما يبكي الأطفال فهم لا يريدون منك مناقشة موضوعية حول أسباب هذا البكاء من أجل الوصول إلي حل وسط يرضي أطرافا لا وجود لها..فالمنطق آخر ما يشغل بالهم. هم يريدون شيئا ما ولن ينقطع البكاء حتى يتحقق لهم ما يريدون، أو أن تنجح في جذبهم نحو شيء آخر بطريقة - تبدو لهم- مبتكرة فينشغلون بها ، بالطريقة دون الشيء ، لتبدأ ضحكاتهم المجلجلة في اضاءة حياتك من جديد.

هل أخبرتكم أن صاحبة الفتنة لم تتجاوز الثالثة من عمرها بعد؟

كانت دائما ما تغضب لأسباب يستحيل مناقشتها ، وأحيانا رغبة في أشياء يستحيل تحقيقها. تقطب حاجبيها محاولة رسم الجدية على ملامح وجهها (الحزين أبدا..الباسم دوما). تخبط في الأرض بقدميها منذرة برد فعل عنيف إن لم يتحقق لها ما تريد. تحاول اخفاء نظرة عشق تلمع في عينيها، ودمعة تدعوه لإحتضانها.

ولأنه يحبها غاضبة ، وحزينة، وباكية، كما يحبها هادئة، وباسمة، و مشرقة، كان ينسي ، أو يتناسي، كل الإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالات.. يلجمه العشق فيصمت، ويأخذه بهاء غضبها فيعجز عن التفكير حتى يتحول غضبها إلي قلق " متي سيصالحني.. وبأي طريقة هذه المرة ؟" . يتنبه أخيرا.. يبتكر طريقة جديدة .. تنشغل بها.. تضحك، وتضيء حياته من جديد.

Sunday, December 14, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 8


على سبيل التدوير:


كانا في اختلافهما متشابهين، وفي تشابههما مختلفين.


الهامش الثامن:


كان لكل شخص فيه رأي، ولكل صديق نبوءة، ورغم اختلاف الآراء وتنوع النبوءات إلا أن الغرابة ، أو قل الشطط ، ظلت عاملا مشتركا بينهم جميعا.

وكانت الكثرة والتنوع والغرابة أسباب كافية ، ومنطقية ، لتشويشه فترة طويلة..و كانت لتطول أكثر، و لولا أن التكرار من الأعداء الطبيعيين للدهشة لما توقف عن النقاش أو الاستفسار.. وظل الحال هكذا حتى جاء يوم حاول فيه صديق تقريب وجهة نظر- خاصة جدا- قائلا:

" لا أستبعد أن تصلك رسالة على بريدك الإلكتروني من فتاة أمريكية في العشرين من عمرها - حسناء بالضرورة- تخبرك فيه أنها لا تفهم كلمة مما تقول في الـOnline Radio الذي تعمل به لإنعدام علاقتها باللغة التي تتكلم بها، لكنها تؤكد في نفس الوقت أنها لا تتوقف عن سماعك لأن احساسك يصلها كاملا."

و ما أن انتهي من ذكر نبوءته المفخخة حتى نظر إلي صاحبنا المفتون مستطلعا تأثيرها عليه. ولأني تعودت - كما تعود صاحبي- على مثل هذه المواقف، توقعت ألا يخرج رد فعله عن استخدامها كمادة جيدة للتهريج ليس أكثر، لكني اكتشفت أني وقعت للمرة الألف في فخ التوقع مع مفتون تغيرت كل عاداته. فهو لم يبتسم أصلا، فضلا عن التهريج، ولم يعلق سلبا أو ايجابا، وإنما اكتفي بأن يسرع من خطوته حتى ابتعد عنا مسافة ألف سنة ضوئية، ثم عاد مرة أخري ليخبرنا بوجه نصف متجهم - نصف تائه أنه بحاجة إلي الذهاب، سألناه إلي أين لكنه كان قد أدار ظهره لنا.. ومضي.

وعندما قابلته بعد مرور عدة أيام طلب مني ألا اعاتبه على ما حدث، مقابل أن يخبرني عن هامش جديد على دفتر فتنته. وأخبرني - بعد أن وافقت طبعا- عما اسماه اختلاف متشابه، وتشابه مختلف. كررت الجملة وراءه مرة ثانية ، وثالثة ربما أفهمها .. ولما هممت بتكرارها للمرة الرابعة قاطعني قائلا:

" في كل مرة أسمع أحدهم يبدأ كلامه بجملة من نوعية " لن أندهش " أو "لن أستغرب" أو حتى " تخيل معي" أدرك إلي ماذا يرمي، و أرد عليه دونما كلام" بالتأكيد يا صديقي لن اندهش أو استغرب ..أو استبعد يوما ما.. أن يأتيها اتصال هاتفي من توني بلير يشكو لها عمرا فات دون أن يعرفها، ثم يحدثها بعد ذلك عن الصدفة التي قادته لمعرفتها - أخيرا- وعن جهوده لمعرفة رقم هاتفها.. وأخيرا عن رغبته في الكلام معها في موضوع بالغ الأهمية".

Friday, November 28, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 7

على سبيل التقرير:

من علامات الحب الخاتم أنه يجُبٌّ ما قبله.


الهامش السابع:

كانت تقطع وتصل!؛ تبتسم إذا حضر هذا فيصير من المقربين، وتقطب حاجبيها إذا جاء ذكر هذا فينقطع ذكره إلي الأبد.

وكان - هو- يفعل كل هذا بسعادة ورضا كادا يصيباني بالجنون، فقد عهدته عنيدا لا يغيره إلا قراره، ولكن كما يبدو يجب ألا أعتمد كثيرا على ما تعودت عليه.


( أعد قراءة ما سبق. فالهامش السابع انتهي عند هذه النقطة و ما سيأتي بعد ذلك من قبيل الاستطراد، وليس به - تقريبا - أي جديد. )


قد يخيل لمن يقرأ هذا الهامش أن صاحبنا المفتون واقع تحت سيطرة محكمة لصاحبة الفتنة، والحقيقة أن من يظن هذا أبعد ما يكون عن فهم الفتنة أو معرفة أبعادها، فمفردات من نوعية "السيطرة" أو "التحكم" أو حتى "التأثير" لا مكان لها هنا. وملخص الأمر وآخر ما فيه أنه ادرك نصيبه من الدنيا واكتفي به وحمد الله عليه.. فكانت هي ولم يكن معها أحد.



Sunday, November 16, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 6

على سبيل التعليل:

ثابت هي..وكل ما سواها متغير.

الهامش السادس:

لم يكن يملك أمام طريقتها فى نطق اسمه إلا الابتسام والصمت قليلا ، قبل الرد، آملا فى أن تناديه مرة ثانية. ولم يكن يعرف أنه من اسم واحد- من اسمه هو- يمكن استخلاص كل هذه المشاعر، فتارة يصبح اسمه اعترافا صريحا بالحب، وتارة أداة قاسية للعتاب، وتارة أخرى طريقة اعتذار هى الأرق على الإطلاق. وتختلف المشاعر وتتباين ولكنها تظل قادرة دوما على اختزالها - دون اختصارها - في حروف اسمه.

لكن، ورغم كل هذا، لم تكن سعادته كاملة، فهى تناديه - كأغلب الناس- بلقبه وليس بإسمه، وهو الأمر الذى يجعله - على غير رغبة- يشعر بالمساحة التى يتركها استخدام اللقب الشائع بين الناس من فاتنة ليست كأحد من الناس.

حاولت تنبيهه أن ما يفعله هذا نوع من الكفر بالنعمة، ويا ويل من كفر بأنعم الله، فلم أحصل منه إلا على سخرية واستهزاء، وسؤال مازال يتردد في أذني حتى الآن " وماذا تعرف أنت عن الله والكفر والنعمة؟". بعد فترة صمت - تقليدية - طلب منى أن استمع جيدا لما سيقوله الآن لربما أفهم ما يعنيه وما يدور بقلبه " منهومان لا يشبعان.. أحدهما طالب حب". صرخت فيه ويحك، كان هذا حديث شريف، كيف تجرؤ؟، لم يرد لكنه أضاف إلي حيرة السؤال السابق نظرة سأظل أذكرها بقية عمري.

Thursday, November 6, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 5


على سبيل التبديل:

مفتونة به أنا الأخرى ..وهل للفتنة شروط؟

الهامش الخامس:

بعد فترة تردد، ذكرتني بتردده، قالت أنه حين أخبرها أنها فاتنة..ابتسمت. لكن هذا الإعتراف - كما أكدت لي- لم يكن البداية. ولما طلبت منها أن تحدثني بشأن البدايات، سكتت قليلا ثم قالت أحضر ورقة وقلما وأكتب ما سأمليه عليك، تجاوزت - مضطرا- عن الإهانة الضمنية.. وبدأت أكتب.

" كنت أنتظره هذا اليوم على غير العادة، كنت متلهفة لرؤيته..لسماع صوته..لنظرته، لم أكن أعرف وقتها حقيقة ما بداخلي، لم أكن أعرف وقتها إلا أنني أريد رؤيته.

حدثته أربع مرات، في كل مرة كنت أستعجله بالمجيء، وفي المرة الرابعة طلب مني أن أنتظره، وأكد على " متخليش حد يضايقك لغاية ما آجي..متخليش حد يضايقك غيري"، عرفت فيما بعد سبب ضيقي، وعرفت ماذا يقصد بكلمته، وعرفت أنه كان يعرف، وأنه يعرف أنني أعرف، وأنا لا أقوي على الكلام.. وهو الآخر لا يقوي عليه.

جاء إلي وجلسنا معا عشر دقائق فقط، كان يومها هادئا، أما أنا فكنت مرتبكة لأقصي مدي، سعيدة وحزينة، خائفة رغم شعوري بالطمأنينة، متلهفة ومنتظره.

قال لي " شكلك لطيف قوي وإنتي متضايقة" فضحكت.." شكلك لطيف وإنتي بتضحكي". أخبرته أنني سأبكي فقال " عارف إن شكلك هيبقي لطيف وإنتي بتعيطي بس مش هقولك كده علشان مش عايزيك تعيطي".

وقتها أخبرته أنني أحبه دون أن أنطق بحرف واحد، ووقتها أخبرني أنني.."

عند هذه (الـ أنني) توقفت تماما عن الكلام، وفشلت جميع محاولاتي أن أعرف بماذا أخبرها، واضطررت - للمرة الثانية- أن استجيب وأستسلم أمام عندها الشديد، لكن الأكيد أني سأحاول أن أعلم منه ماذا أخبرها، وربما تحول هذا إلي هامش آخر.

Saturday, November 1, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 4


علي سبيل التكدير:

إن كان استخدام "اللغة" أمر ضروري للتعبير عن الحب؛ فأنا افضل لغة الإشارة.

الهامش الرابع:

كان أول ما لفت انتباهه هو اختيارها الجلوس إلي طاولة تكشف باب المقهي بصورة ممتازة، وتساءل - في نفسه طبعا- هل تعمدت أن تجلس في الجزء الممنوع فيه التدخين من المقهي؟.

(

أفكار وملاحظات لم تكد تظهر حتى اختفت سريعا أمام شوقه المتزايد لها، كان كلما اقترب موعد اللقاء زاد اضطرابه وخوفه، وقل عدد الحقائق التي يعتبرها مهمة في هذه الدنيا حتى تلخصت في حقيقتين فقط.. هو يحبها وهي تحبه، هي تنتظره الآن وهو يشتاق إليها كما لم يفعل من قبل.

)

رأها.. ابتسمت.. توقفت الأرض عن الدوران.. اتجه نحوها مسرعا.. داهمته رغبة قوية في احتضانها.. وقف أمامها.. ظلت جالسة..ظلت جالسة..ظلت جالسة..تململت الأرض في وقفتها.. لكنها ظلت جالسة.. مدت يدها تسلم.. مد يده..مال عليها وقبلها على وجنتيها.. ثم جلس.

لم يصارحني بتفاصيل هذا اللقاء إلا بعد مرور فترة - أظنها أكثر من أسبوع- عليه، وحتى بعد مرور هذه المدة كان يتكلم بإنفعال وكأنه حدث بالأمس فقط، ومما زاد من انفعاله و اضطرابه أنني لم أدرك بالضبط سبب الطريقة الغريبة التي كان يتحدث بها، ولما نفذ صبره تماما وفقد القدرة - والرغبة- في ايضاح مشكلته نظر لي بحدة و قال بلهجة ساخرة " مش مهم تفهم..هي فاهمة"

Thursday, October 23, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 3

علي سبيل التزوير:

أنا اللي بالأمر المحال اندبح

ولا عمري خفت من جني ولا من شبح.

الهامش الثالث:

لم ترضه الإجابة التي حصل عليها من أحد الأصدقاء عندما سأله عن امكانية "اللعب" في رباعيات جاهين، أو خلط رباعيتين ببعضهما، ولم يعجبه تعامل هذا الصديق مع الموضوع كمزحة وعدم اعطاءه الأهمية الكافية من وجهة نظر صاحبنا المفتون.

كان يعشق صلاح جاهين؛ و فكرة وجود مبدع كجاهين كانت متعبة بالنسبة له لأسباب ربما لن يفهمها غير المبدعين ، ولذلك كان تجرؤه على اللعب في نصوص "جاهينية" أمر يستأهل أن نقف أمامه طويلا، وأنا هنا لا أتكلم عن وقفة فلسفية نحاول فيها تحليل دلالات الخلط وسبب اختيار هاتين الرباعيتين بالذات، فهذا نوع من الوقفات لا يفعله إلا السفهاء والمدعون والصحفيون..وساء أولئك سبيلا.

أنا - وبشكل شخصي جدا - أظن أنه لم يختر أو يفكر، و أغلب الظن أن كل ما يقوله أو يفعله من أشياء يستغربها الناس هي بعض من إرهاصات الفتنة وهوامشها. خاصة أنه كان يعاني من داء "الصمت"، أو بالأحري "عدم القدرة على الكلام" ، وإذا حدث له ما يؤثر فيه بشدة ولم يستطيع الكلام عنه بشكل مباشر، وهذا يحدث كثيرا، كان يستبدل المباشرة بهذه الإبداعات الألمعية التي كان لزاما علىّ - دون جميع الناس- أن أتقبلها واتعامل معها.

لكن كل هذه الإبدعات في كفة، وما فعله - وما أبدعه - بعد عودته من أحد لقاءتهما في كفة أخري، كان شكله غريب وكلامه أغرب و .. لحظة واحدة.. هذا ليس موضوعنا الآن، لأن هذا هامش آخر.

Tuesday, October 21, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 2

على سبيل التبرير:

إذا كان من الصعب اختيار طريقة ومكان الموت؛ فإنه من المستحيل اختيار كيفية الوقوع في الحب.

الهامش الثاني:

هل هناك قدر من الحكمة يكمن في هذه العبارة؟.

ربما!. لكنه لم يتوقف أمام مكامن الحكمة - التي هي ضالة المؤمن- طويلا، إدركا منه لصعوبة أن يترقي مفتون في مراتب الإيمان. خاصة أنه كان يترقي كل يوم، و في رواية أخري في كل يوم عدة مرات، بين مراتب الفتنة.

على سبيل التغيير:

وعلى الهامش -أحيانا- هامش آخر

كلما اقتربنا من ذكر هذا الموضوع تلعثم وتخبط وفقد القدرة على الإسترسال، لكني وبصعوبة بالغة استطعت أن أكون - من جمله الناقصة ونظراته الموحية - فكرة عامة عما يدور بداخله. كان يعرف أنها تقصد مضايقته واستفزازه كثيرا، وكانت تعرف أنه يعرف، وكان يعرف أن هذا شيء يسعدها ويجعلها تبتسم في صفاء تحسدها عليه ليالي الصيف المقمرة؛ وكان يري أن هذا سبب كاف لأن يستسلم تماما لشقاوتها الطفولية.

وبابتسامة عريضة ونظرة حالمة، أو بلهاء، كان يحكي.. يحكي عن استفسارها الشرير المغلف ببراءة، بعد كل موقف تتعمد مضايقته فيه،: " ايه؟..مالك؟"، عن انتظاره لضحكتها التي تعقب دائما هذا السؤال، عن صمته الذي يطول بعد ذلك، عن انقسامه على نفسه و عن جزء منه يلومه على الصبر وتحمل مالم يتعود على احتماله، وجزء يؤيد الصمت ويدعوه لإحتضانها فورا وبدون أي تردد.. وعن انحيازه الشديد لهذا الأخير.

Saturday, October 18, 2008

فاصل و "هوامش الفتنة" نواصل


سألت الله واحدا فقط,لكنه,كان كريما,و رزقني ثلاثة

.أن تنعم بمثل هؤلاء..اظنه كثير علي عبد فقير لايحتمل قلبه,الضعيف,كل هذه النشوة


احمد حربية...سأرد عليه التدوينة بخير منها او مثلها-ان استطعت


لم ادع الله بحرقة ابدا كماادعوه دائما ان يحفظ

ما بيني و بينه_يا ليت ما بيني و بينهم عامر و ما بيني و بين العالمين خراب-احمد حربية

احد هؤلاء الثلاثة

و لكل واحد منهم تحية في وقتها

و الوقت الان و قته..وقت حربية


ابن ناس


قلتها له ذات يوم و هانذا اعيدها

اينما تولّي وجهك و تجد شدّة

اجدهم-هو بالطبع ثاني الثلاثة-لظروف يعلمها, اظنه يريد مني هذا الموقع دائما

!

المهم

لا اعلم كيف وجدته او وجدني لكنها تصاريف القدر

حينما يقرر احيانا-قلما ما يأتينا بجيد-ان يكون عطوفا

وجدته

و بس

القدرة علي الحكي في مثل هذه المواقف نادرا ما تنجح
لكنني علي اي حال حاولت
و ارجو ان تكون المحاولة ناجحة

Friday, October 17, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 1

على سبيل التأهيل:

فتنتني فاتنة فصرت مفتوناً؛ وأحمد الله على ضعف الإيمان.

الهامش الأول:

كانت هذه كلماته التي لم يقل غيرها تقريبا في أيامه الأخيرة، كان يمشي بين الناس ذاهلا عنهم، يرونه ولا يراهم، يحدثونه ولا يرد عليهم. حتى ظنوه يتعمد تجاهلهم، فاختلفوا عليه و حوله. منهم من قرر أن يتجاهله بدوره كرد فعل ، ومنهم من أصابه القلق فحاول أن يعرف حقيقة هذا التغيير، ومنهم من اعتبر هذا التجاهل اهانة شخصية يجب أن يرد عليها بأكبر منها.

لكنه لم يعرهم اهتماما، أو لنقل الحقيقة هو لم يلتفت أصلا لكل هذا ولم يدرك حدوثه. حتى عندما حاول أن ينبهه البعض " القلق" لخطورة فقدان الأصدقاء نتيجة التجاهل، تسائل في براءة - حقيقية- أية تجاهل..وأي أصدقاء؟

تفاقمت الأمور، وبدأ البعض " الغاضب" في الرد على ما اعتبروه اهانات. وضعوا القاذورات على بابه و أطلقوا عليه نكات لا تقل قذارة، كانو إذا ظنوا أنه نوي الصلاة، في محرابها، حاولوا تعطيله قدر جهدهم، و إذا دخل في الصلاة نعتوه بالكفر والرياء.

ولكن هل أحس -صديقنا المفتون- بكل هذا؟، هل التفت إلي هذه الأفعال؟.

نعم فعل.. وبدأ شعوره بالغضب يتزايد، لكنه لم يغضب - أبدا- من تجاهل أو حقارة، وإنما من نجاح - ولو مؤقت- في تعكير صفو صلاته؛ ولكن دائما ما كان يسبق حبه غضبه فيتناساه، معتبرا إياهم مجرد هوامش على دفتر الفتنة.

أما "الفاتنة" صاحبة الفتنة فكانت دائما ما تضحك من غضبه، وكثيرا ما كان يمسها إيقاع العبث الطفولي فتلعب على هذا الوتر فتثيره أكثر.. لكن هذا هامش آخر.


Tuesday, October 14, 2008

خبز وحشيش وصديق


اعذرني يا صديقي فأنا كنت أتمني أن أكتب عنك، أو لك، وأنا في حالة أفضل من هذه. لكني تعودت أن تتقبلني في أي حالة كنت، تعودت أن تتحمل سخافاتي التي لاتنتهي، وتغيراتي المزاجية غير المبررة. تعودت على هذا وإن كان خطأ.. فأنت الذي عودتني عليه.

ألمح ضحكة خبيثة وفكرة أخبث تتراقص في مخيلة بعضهم، ولكني - ياصديقي- أعذرهم. فليس من الطبيعي أن يتكلم صديق بهذه المفردات عن صديقه.. وهذا عذرهم، ولكن، و في نفس الوقت، لايوجد منهم من لديه صديق مثلك..وهذه حجتي.

اليوم عيد ميلادك، وهي بالطبع "تلكيكة" سخيفة كي أكتب عنك، فمثلك لا يحتاج مناسبة حتى يكتب عنه، و لكن مثلك - وهم ندرة يا صديقي- من الصعب جدا أن يخط فيه حرف. فاعذرني - كما عودتني- علي كتابة متخبطة، وحالة مشوشة.

لاحظت الآن وأنا أعيد قراءة ما كتبت أني لم أذكر اسمك صراحة، ولكن أؤكد أنني لا أحتاج لأن أفعل.. فإن أنا قلت صديقي فالمقصود - بالضرورة - واضح.

كل عام وأنت بألف خير يا صديقي..كل عام وأنت في منتهي الطيابة يا سيد.

Tuesday, October 7, 2008

مسألة أرزاق

مسألة أرزاق



أهم مؤهلات كاتب الرأي في مصر أن يكون قد تجاوز الخمسين من عمره، وقليلون هم من يشذون عن هذه القاعدة، وربما يعود هذا إلي أنه في هذا العمر تأخذ كل الأحداث بعدا آخر، ويصبح مجرد استيقاظ أحدهم مبكرا حدثا يستلزم كتابة مقالة طويلة عن الخواطر التي أوحي له بها هذا الصباح، فكيف الحال إذا ركب أتوبيس مثلاً؟ أو جمعته الصدفة بمجموعة من الشباب؟.

لماذا تتحول كل الأحداث العادية إلي شيء مدهش لمجرد أنها حدثت أمام الكاتب الكبير( سناً بطبيعة الحال) ، وما ذنبنا إن كان اكتشافه لحجم البطالة في مصر -مثلا- متأخرا بهذا الشكل؟

على أية حال هذا هو الحال. وليس أمامنا إلا أن نتقبله، و تأكيدا مني على تقبله كتبت هذه المقالة متقمصا روح كتابنا الكبار، و إمعانا في التأكيد أهديها لهم جميعا متنازلا عن كل حقوق الملكية الفكرية.

ملحوظة: المقالة بها بعض الأخطاء في الكتابة والكثير من الأخطاء في المنطق، وأنا أبرئ نفسي من هذه الأخطاء فهي في البداية - كما قلت- ليست لي، وهي في النهاية - كما تعرفون- طريقتهم في الكتابة.

أحمد حربية

صراع الأجيال..!

(1)

جمعتني الصدفة بعدد من المدونين والصحفيين الشبان، وامتد اجتماعنا هذا قرابة الثلاث ساعات ما بين تعارف و تحاور ثم نقاش.

كنت إذا تكلمت معهم مبتسما ابتسامة "انتم قليلو الخبرة يا سادة" نظروا إلي نظرة " وانت لا تدري شيئا عن عالمنا أو أحلامنا يا عجوز".. حالة تأهب شديدة سيطرت عليهم تماما حتى شعرت بأن الجلسة تم تقسيمها إلي شباب كلهم روح وتحدي وعجوز مسكين لا يملك أمام هذا الإتحاد إلا الإذعان.

استمر الوضع على هذا الحال حتى تغير مسار الحديث بعض الشيء وانشغلوا عني بالحديث عن حملة جديدة يفكرون في اطلاقها عبر المدونات، فانتهزت هذه الفرصة وأخذت أفكر في طريقة لكسر تقسيم الجلسة هذا التقسيم العمري..

(2)

عرفت من اللحية الخفيفة المعتني بها جيدا، و طريقة الكلام المتحفظة بعض الشيء.. هذا غير نوعية الكلام نفسها وطبيعة الاهتمامات ، أن " عبد العظيم" لديه ميول إخوانية، ولهدف لا أعلمه قررت ان أبدأ به. سألته عن طريقة التعامل مع الحاكم إذا جاء بالإنتخاب ثم قرر أن ينقلب على الديموقراطية التي أتت به؟، سكت الجميع ونظروا إليه منتظرين الإجابة فأدركت أن خطتي نجحت.

نظر إلي عبد العظيم بحدة ثم قال بهدوء ساخر " المبدأ معروف يا أستاذ.. إما اعتدلت..وإما اعتزلت". استرخيت في جلستي وقلت له "هكذا إذن"!.. " يا صديقي هو لن يعتدل من تلقاء نفسه بأي حال من الأحوال، وأنت أدري الناس بأن الحكم شهوة.. شهوة تحتاج لكبتها قوة ضغط خارجي يجب أن تملكها حتى تطلق مثل هذا التحذير..أليس كذلك؟"

توتر الجو بعض الشيء و أخبرتني ابتسامة " مجدي" أنه نتظرني كي أجهز عليه فأكملت مخاطبا عبد العظيم " وإن كان الإعتدال أمر فيه شك فإن عزل حاكم له خلفيات اسلامية أمر في عرف المستحيل". كاد الدم يقفز من وجه الشاب وسألني صارخا " لماذا؟ وما اسباب استحالته إن شاء الله؟" رددت عليه بهدوء .. لأن العزل مكروه يا صديقي.

(3)

مجدي لم يكن يحتاج لأن يتكلم حتى أتبين اتجاهته اليسارية، وأكاد أقسم أنني لم أرى في حياتي- وهي ليست بالقصيرة- شخصا يعكس طبيعة افكاره مثلما انعكست أفكار مجدي عليه.

كان مثل "عبد العظيم" لديه لحية نامية لكنها كانت مشعثة و مهملة- وكأنه اهمال عن قصد-، ابتسامته متوترة وإذا تجادل مع أحد تعمد أن يتعمق في التفاصيل حتى يكاد من يتكلم معه أن ينسي الموضوع الأصلي، وإذا تكلم هو جاء كلامه عاما دون أي تخصيص حتى لتشعر أنه سيقول لك نظرية واحدة يحل بها مشاكل العالم والعالمين.

تحدثت ومجدي عن الحلم اليساري، داعبته قليلا حول العدد الهائل لفرق اليسار في مصر واختلافاتهم، وتركته يسهب في الحديث عن عدالة التوزيع و الأممية والثورة، حتى عرفت أبعاد معلوماته وحجم ثقافته. ثم قلت له " أتعلم يا مجدي أنني من أكبر المؤيدين للحلم اليساري؟" رد على بابتسامة متوترة -كالعادة- وهم أن يسألني أي يسار أقصد لكنه آثر الصمت، فأكملت قائلا " لكني في نفس الوقت أظن أنه لا يتجاوز كونه حلم رومانسي جميل..لن يتحقق أبدا"، هدأت ابتسامة مجدي لأول مرة فعرفت أنه يحفظ إجابة هذا التعليق وينتظرني أن أكمل حتى يرد علي رده المفحم(المحفوظ)، سكتُ للحظات حتى أوشك هو أن يتكلم فأكملت مسرعا ناهيا إياه عن مقاطعتي إلا بعد إكمال الكلام لأن هذا من أدب الحوار، ثم نظرت إلي "عبد العظيم" متسائلا " أليس كذلك يا صديقي"؟ وهنا أوشك وجه مجدي أن ينفجر من احتقان الدم، تصنعت الجدية مرة أخري، ثم قلت بلهجة تقريرة " وعلى أية حال فإن انضمام الناس عامة والمصريين خاصة إلي ثورتكم المأمولة أمر مستحيل".

أخذ نفس عميق ثم سألني -دون أن يدري- نفس سؤال عبد العظيم " لماذا؟ وما اسباب استحالته إن شاء الله؟" رددت عليه بهدوء .. لأنها، وببساطة، حمرا يا صديقي.

(4)

للآسف لم أستطع الجلوس معهم اكثر من ذلك فقد كنت مرتبطا بأكثر من موعد، استأذنتهم في الإنصراف متمنيا أن نلتقي مرة ثانية، ودعوني بإبتسامات باهتة، و تأكيد على ضرورة أن يكون هذا اللقاء في أقرب وقت ممكن. وانصرفت متأكدا أن هذا اللقاء -الثاني- لن يحدث ولو من قبيل الصدفة.

Thursday, September 25, 2008

وطن مع ايقاف التنفيذ

تصوير : سعيد أحمد، نقلا عن جريدة البديل


أخرجوا الناس من بيوتهم، خربوها وهدموها أمام أعينهم.. ثم ألقوا بهم في الصحراء، ولكي تكتمل ملحمة الظلم و الفجور أقاموا كمائن على الطرق كي تمنع المشردين من العودة إلي مناطقهم. هذا هو ملخص - رغم أن الأمر لا يحتمل التلخيص- ما حدث لـ 102 أسرة من أهالي عزبة خير الله و اسطبل عنتر.

هل ستجد الحكومة هذه المرة ما تبرر به فعلتها؟، وهل ستهتم أصلا بالتبرير؟ أم أن وجود أم و ستة أطفال، مثل سناء سليمان احدي المطرودين من بيوتهم، لا يهم أحدا من مسؤولي نظامنا الذي يقدس حقوق الإنسان كما يحرص مبارك - رأس النظام- أن يؤكد دائما؟، إن كان أبناء السادة المسؤولين أفضل من أبناء "سناء" فليخرج لنا من يبرر، إن كان هناك مبرر لأن يموت "حامد محروس" متأثرا بأزمة قلبية دون أن يستطيع الأهالي نقله لأقرب مستشفي، فليخرج علينا من يبرر.



محروس عمره 60 عاما، أي أنه يصغر مبارك بعشرين عاما كاملة، ومات لأن أقرب مستشفى من الموقع الذي تم القائهم فيه تبعد 85 كيلو متر، ولا توجد به سيارات اسعاف لأن داخلية مبارك فرضت حصار أمني على المنطقة لمنع الأهالي من مغادرتها والعودة إلي مناطقهم مرة اخري.. تتسائل وما علاقة سيارات الإسعاف بالحصار الأمني، إن كان الصهيانة أنفسهم يسمحون بمرور سيارات الأسعاف؟.. الأجابة - إن وجدت- لن تكون إلا عند هذا النظام القاتل.

نظام استباح حتى احلام البسطاء بعيش مستقر، وقرر أن شقة 150 متر كثير على أسرة تسكن العشوائيات فهدمها وطالبهم بالقبول بشقة 31 متر سقفها من الخشب "عشة" لا يوجد بها أي مرافق، ماء أو كهرباء.

الخطأ الذي حدث،كما سيطلق عليه المسؤلين، سيتكرر - كما لن يقول أحدهم- لأنه في نفس التوقيت الذي تم فيه إخلاء عزبة خير الله واسطبل عنتر كانت قوات الشرطة تشتبك مع أهالي عزبة بخيت لإخلائهم من منازلهم ونقلهم إلي - ربما- صحراء أخري.. لنجلس جميعا- متواطئين بالصمت- في انتظار مزيدا من المشردين والقتلي.



Friday, August 29, 2008

كوكو


salvador dali,Christ of Saint John of the Cross 1951


لا اعرف لماذا اتذكره من وقت لاخر,نوستالجيا المراهقة الاولي تلك التي تطل براسها من وراء حجاب..مصطفي محمود.
اظن ان هذا الاسم شكل مرحلة انتقالية في حياة جيل تسعينيات القرن الماضي..الرجل الذي خرجنا علي يديه من اسر "ادهم صبري",الرجل الذي حطم خيال" فانتازيا" علي صخرة واقعيته و لغته السهلة العميقة في ان.

هل كان ضروريا البدء بهذه المقدمة؟مش عارف..حاسس ان الراجل ليه في رقبتي كلمتين كان لازم اقولهم.

نوستالجيا المراهقة الاولي اطلت برأسها منذ فترة..و البطل فيها بالطبع كان "الدكتور"..لا اعرف لماذا ظهرت هذه المرة في ذهني قصة "كوكو" في مجموعة "عنبر 7"القصصية--القصة ليس لها علاقة بدور اداه رشدي اباظة حمل نفس الاسم و ان حملت شخصيته ذات الملامح.

زار:كوكو"بيت صديق قديم دخله محملا بفكرة"أحببت المئات و أحبتني الالاف و استمتعت بحياتي افضل من اي شخص"
المهم الاستاذ :كوكو"رايح يخنق او يبيض علي اتنين صحابة متجوزين و مخلفين.
بيدخل معاهم في حوار مفاده:انت مين قاللك ان ابنك دا من صلبك.جايز اكون انا ابوه و نمت مع مراتك اللي هي صاحبتي و الولد دا ابني.
فيصفعه الصديق قائلا:ممكن تكون عملت دا مع مراتي بس الابوة مش بالحيوان المنوي..الابوة بالشعور"....و كلام كتير في السكة دي"و بعدين انت عامل نفسك فتك و فالنتينو و هاتموت زي الكلب الجربان بعد سهرة سكر في اي بار رخيص او غالي!!

القصة بتنتهي في ان الاب بيحس بتعب بعد خنقات الاستاذ"كوكو" و الام-الصديقة المشتركة-و الابن-محور الصراع- بيجروا يشوفوا هو ماله و بيتحركوا جنب كوكو وممكن يكونوا خبطوا فيه و كأنه مش موجود,و يخرج من البيت

Friday, August 15, 2008

اختلافات شخصية

لماذا نحن ارضيون ..

تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟*

لماذا؟..لماذا نهوي الطين والماء ونفتخر بأن هذه الأرض - القذرة- أمنا؟

حب المضطر هو ولا تعريف له عندي إلا هذا، نقول أنها أمنا ونزيد "احنا ملح الأرض"، ولا أعرف تحديدا دعوي تلك التسمية ؟، هل المقصود أننا ما تبقي من عرق الأرض بعد جفافه؟..ياللقرف.

نحبها، أو بالأحري تحبونها، تدّعون أن لها عليكم جميلا ما لا أدركه في حقيقة الأمر، لكنكم تقولون أنه جميل الحياة فوقها والتمتع بخيراتها، وأنا في حياتي لم أري كذبا أفحش من هذا، فإن كان حبكم حقيقي فعلا فلماذا تكرهون أن تحتضتنكم معشوقتكم؟ لماذا تكرهون الإندماج معها؟ سيكذب من يقول أنكم تحبونها لكنكم تكرهون الموت، لأن الحقيقة أن أكثر ما يخيفكم في الموت هو وحشة البقاء في حض أمكم.. وياللتناقض والإزدواجية.

هناك من يربط - كذبا وزورا- بين الأرض والرزق، رغم أن الرزق والوعد في السماء.. النور من السماء، الأحلام في السماء، الآمال معلقة بالسماء..تقولون أننا خلقنا من طين هذه الأرض لذا نحن نحبها، وأقول معكم حق لقد خلقنا جميعا من طين..لكنني خلقت من طين السماء.

* نزار قباني

Friday, July 25, 2008

أحمد الدريني..السودان..الدور التاني


طيب ..حلو قوي .. بجد شيء لطيف فعلا!

يتعبني أحمد الدريني قاصدا كان أو متعمدا، وهو بين القصد والعمد دائما متورط.

وأنا الآن بعد ألف محاولة كتابة -فاشلة كما هو اضح- أعلن استسلامي وعجزي عن الكاتبة له أو عنه، ولكني - في نفس الوقت- أطالبه بكل ما لي من حقوق عنده.. بحق الصداقه، و حق التواطؤ الذي اتفقنا عليه ضد الكون بشكل عام.

بحق زمالة العمل و حق رفقة السلاح في حروب خضنها سويا.

بحق الخناقة التي جعلتنا أصدقاء، وحق رحلة المساء من باب اللوق إلي رمسيس.

بحق السميط ( الذي تتهمني كل مرة بالفشل في انتقاءه) وفول القزاز الذي يجري في دمائنا.

بحق عناق الصباح وعتاب منتصف النهار.. وحق كل نقاش لم يكتمل أو تحقيق لم يكتب.

بحق محاولات فاشلة لشراء فطير من محل لا يفعل صاحبه شيئا سوي تقطيع الطماطم.

بحق كل صلاة صلينها معا وحق كل ماتش "فيفا" لعبناه (بغض النظر عن النتيجة طبعا).

بكل حق يعلمه الناس وحقوق أخري أخفيناها عنهم.. أستحلفك بالله – يا صديقي- أن تعود إلي سالما.

Sunday, May 18, 2008

مانشيتات يوم القيامة


كانت فكرة، ثم أصبحت لعبة، بعد ذلك أقنعني الصديق أحمد سمير أن أكتبها حتى لا يتفرق دم الفكرة بين الـ"مفكرين"، وساعدني أحمد في كتابتها، وبالفعل كتبناها سويا وظهرت مانشيتات يوم القيامة في كل وسائل الإعلام الموجودة.

انترنت "موقع عشرينات"، جرائد "جريدة الكرامة" ، تلفزيون "برنامج الطبعة الأولي"، راديو "تيت راديو".

بقي أن أقول أنه بالرغم من أن "المانشيتات" في ظهورها الأول حملت إسمينا أنا –أحمد حربية- والصديق أحمد سمير، إلا أن التكفير والسب كان من نصيبي وحدي، وكان رد فعل الصديق المخلص أن قال: تستاهل مش هي فكرتك؟

أكتفي بهذا "الرغي" و ..

تعالوا نأخذ جولة في عنواين الصحف الصادرة يوم القيامة:

* جريدة الجمهورية:

احنا معاك يا ربنا

وعد فأوفى.. رسول الله يشفع للمسلمين

* جريدة الأهرام:

الرئيس بصحة جيدة وينتقل إلى الدار الآخرة بصحبة أسامه سرايا ولفيف من القيادات الشعبية والنتفيذية زمرا.. واستقبال حافل من الزبانية.

خبر فرعى: قامت القيامة


* جريدة الأسبوع:

أسرار المؤامرة الصهيونية الأمريكية لإلغاء يوم القيامة

سعد الدين ابراهيم يعترف بأن إبليس موله للتشهير بمصر.


* جريدة البديل:

ثلاث حكايات من يوم المحشر:

أحمد عز يحتكر إنتاج شجر الزقوم

الفقراء في الجنة وكادر خاص لجامعي أموال الزكاة

عمال المقابر يطالبون بلجان نقابية للدفاع عن ذنوبهم


* جريدة الدستور:

قامت.. ومش هاتقعد!

ابرهيم عيسي يكتب: قيامتهم


* مجلة روز اليوسف:

عماد الكبير يؤكد: عذبت إسلام نبيه بعنف ونادم على ما اقترفت فى حقه!

بالوثائق الأعمال الخيرية للجماعة المحظورة لن تدخلهم الجنة ولن ينالوا رحمة ربنا أيضا.


* جريدة المصري اليوم:

مفاجأة.. المؤمنون في الجنة والكفار فى النار!

أبو جهل: العذاب أليم بشدة

الصديق: وجدت ما وعدني ربي حقا


* موقع المصريون:

أنباء عن إسلام فرعون قبل وفاته ودخوله الجنة


* مجلة المصور:

عمرو بن العاص يعترف بتفاصيل خطه التمكين لفتح مصر


* جريدة العربي:

ناصر.. أخيراً

سيد قطب يعترف: توفيت بالسكتة القلبية قبل إعدامي بلحظات، وشهدي عطية يؤكد: الحياة كانت مملة.. والزعيم ساعدني على التخلص من شرورها


* جريدة الفجر:


* مغامرة صحفية تكشف قصص أجمل أربع بنات هايروحوا النار!

أيمن نور يؤكد أمام الملكين أنه اختلق قصة مرضه فى السجن.


* موقع العربية.نت:

الملك عبد الله يعد بتوسعات في الصراط


* موقع الجزيرة.نت:

إغلاق مكتب الجزيرة في الجنة.. الرحمة لسامي الحاج


* موقع قناة الحرة:

أنباء عن أن الانتحاري ليس شهيداً..

شاهد عيان: متطرفو القاعدة مع عملاء الـCIA في جهنم


* مجلة أخبار الأدب:

حاله تشظي في وعي البطل الإشكالي أثناء محاسبة الذات الإلهية العليا لإتباع الديانة المحمدية على مدى التزامهم بالنص القرآني المقدس


* جريدة الأهالي:

هل انتهى شهر العسل بين المتأسلمين وملائكة اليمين؟

رفعت السعيد: نداء إلى الله لا تدخل الإخوان الجنة قبل أن يعترفوا بأخطائهم التاريخية ولا تقول لهم ماذا ستفعل بي


* جريدة الأخبار:

قيام القيامة ينهي شائعات حل مجس الشعب


* جريدة الوفد:

محمود أباظة يزور الهيئة العليا للوفد بسمنود


* جريدة الاشتراكي:

نعتذر عن عدم صدورالجريدة، لأن الموضوع طلع جد.. عاش نضال الطبقة العاملة


* جريدة الشعب:

والى يعوم يوميا في المبيدات المسرطنة المغلية


* موقع إخوان أون لاين.نت:

بيان من المرشد حول الأجر العظيم للمعتقلين في سبيل الله

البنا يعاتب عاكف على تصريحاته التي أضرت بالجماعة


* جريدة الوطني اليوم:

إشاعات مغرضة عن قيام القيامة للتأثير على المواطن البسيط!

مبارك: لا يوجد شىء سيمنعنا عن مسيرة الإصلاح حتى يوم القيامة

نظيف: الشعب المصري غير مؤهل لتقوم قيامته

 

© blogger beta templates | Webtalks