Saturday, October 22, 2011

أوهام التغيير

تريد طريقة واقعية للتغيير؟. أشهر سلاحك في وجه من حولك أو انتحر. التغيير لا يعرف حلولا وسطاً.. التغيير يجب أن يكون جذرياً ..التغيير لا يكون إلا بدم.

  • دعك من المقولة القديمة "كن أنت التغيير الذي تتمني أن تراه في العالم"؛ فهي نصيحة خبيثة اختلقها من تتمني تغيرهم، لإقناعك بالكف عن إزعاجهم. هم يريدون إقصاءك بأسهل الوسائل، للتفرغ إلي من هم أدهي منك وأقوي.

ملحوظة: يمكنك أن تعمل بهذه "الحكمة"، إن كنت تريد الاقتناع بأنك شخص جيد، ومسالم، ومتصالح مع نفسك.

  • كف عن الصراخ مستحضرا صارخين سبقوك –تصفهم أنت بالزعماء- فصراخهم كان مجرد إطار أنيق للصورة التي تتمني تغيرها. لا تحدثني عن شراسة معاركهم و نبل غاياتهم فأنا لم أتهمهم بالعمالة، وإن كانوا هم –زعماؤك الخالدين- تبادلوا هذا التهمة.

ملحوظة: إن كنت تطمع في خلود مشرف فعليك باعتلاء المنابر. استشهد بسير الزعماء وأفكارهم، وسيأتي بعد ذلك من يستشهد بسيرتك وأفكارك.

  • لا تراهن على رغبات الناس. كل ما يريده "الناس" يكون، وما ترفضه أنت جزء من واقع إن أرادوا تغييره فعلوا. ولا تدعي – كذباً- أنهم لا يدركون حجم "الخطر، والفساد، والظلم"، الذي تريد رفعه عن كاهلهم؛ لأنهم إن كانوا فعلا غير مدركين، فهذا يعني أنك مجرد مرفه متأفف تضخم ما يراه الجميع ضئيلا. ولا تدعي – كذبا للمرة الثانية- أنهم يدركون ولكن لا يعرفون كيف يتخلصون من هذا "الخطر، والفساد، والظلم"؛ فالاستيقاظ من الثبات لا يحتاج إلي معلم.

ملحوظة: لا أقصد الإساءة لهواة "المقامرة"، ولكن يجب أن تعلم –إن لم تكن أحدهم- أن الجميع يخسر على طاولات القمار إلا صاحب الصالة.

  • إياك وطاولة المفاوضات؛ فالحقوق تنتزع ولا تمنح. كل ما يدور في بال من دعاك للتفاوض، هو كيف يحول إرادة التغيير لديك إلي رغبة في الإصلاح، والإصلاح يستغرق وقتاً، والوقت كفيل بتمييع المواقف وتفريغ الأفكار من مضمونها. لا تدعي قدرة على التماسك وعدم تقديم تنازلات، فالجلوس إلي طاولة المفاوضات تنازل.

ملحوظة: للاجتماعات المغلقة ميزة فريدة؛ وهي تفريخ "نجوم المجتمع". لا شيء يلهم خيال الصحفيين، ويجتذب عدسات المصورين، كالاجتماعات المغلقة.

  • اطرق على الحديد وهو ساخن. لا تعط شرعية لبدعة "الفترة الانتقالية"، فهي سبيل البقاء الأخير أمام من تريد الإطاحة بهم. الثورة لا تحتاج مرحلة انتقالية لتحقيق أهدافها، بينما أعداء الثورة يحتاجون هذه المرحلة لإطفاء نارها.

ملحوظة: الفترة الانتقالية تكفي "المناضلين" شر القتال، ولا تضعهم أمام محكات قد تفقدهم مصداقيتهم.

Monday, May 23, 2011

عن نجاتي وبلالينه


اللوحة للفنان السوري برهان الدين كركوتلي


عارفين أكبر تجلي لحكم العسكر كان إيه؟ تسليط رجالتهم في كل وسائل الإعلام إنهم يقولوا: البلد في أزمة وهاتخرب، واللي يحب مصر يدعم البورصة بجنيه.. واللي يحب مصر م يخربش مصر.. واللي يحب النبي يزق.. وكل الكلام الفكسان دا.

مافيش نظام عاقل أو حتى أهطل في الكون يطلع في بلكونة بيتهم ويصرخ ويقول أنا مفلس، إلحقوني أنا مش لاقي آكل، يا أم سعاد ويا ام زينات ويا أم قويق انا مش عارف أأكل العيال.

تفتكروا البقال ممكن يساعده.. تفتكروا لو ميل على جاره وقاله 100 جنيه سلف لآخر الشهر، جاره ممكن يساعده وهو عارف إن الـ 100 جنيه دي ديون معدومة ومش هاترجع؟

الغريب إن دا حصل من ناس بتقول إحنا القلب الصلب وإحنا الدرع الناشف وإحنا م طالناش الفساد اللي سارح ف البلد كلها واحنا عندنا أحسن عقول بتخطط وتدبر وتهندس.. غريبة مش كدا؟

الغريب مش كلام المجلس العسكري ، الأغرب هم ال بيقبلوا ينفخوا بلالين نجاتي بتاعة العسكر علشان يشوفوا ردود أفعال الناس، وهما مش هبل.. قاعدة1: مفيش صاحب جرنال ولا محطة تليفزيون حكومة أو خاصة أهبل.

طيب ليه بيعملوا كدا.. وليه يقبلوا إنهم ينفخوا بلالين نجاتي.. مش مؤامرة إننا نفكر ونشغل دماغنا، المؤامرة الحقيقية إننا نوافق يتعمل فينا الإختبارات دي كلها ويتنفخ ف وشنا كل البلالين دي وم نحاولش نحط فيها دبوس ونرجعها لأصولها البسيطة.

لو رجعنا البلالين لأصولها هانلاقي أصحاب البلالين مليونيرات.. واللي بيوافقوا ينفخوا البلالين برضه مليونيرات.. تبقى الحدوتة إن فيه مليونيرات ف بعض مش عاوزين الناس البسيطة تتكلم عن حقوقها وعن جيوبها اللي فضلت تتسرق طول 30 سنة..

الحدوتة إن أصحاب البلالين عاوزينا نفضل نلف في دايرة: سلفيين ارهابيين.. واخوان انتهازيين.. ومجلس رئاسي ولا مجلس مدني، والخناقات حوالين فئوية دي تبقى خالتك ولا عمتك.. وهما عارفين كويس اننا لو نزلنا وكلمنا أبو محروس ع القهوة ف سلفيين ومجلس رئاسي هايلطشنا قلمين يفوقونا..

أصحاب البلالين ببساطة عاوزينا بدل م نقول مطالب تخص الناس نفضل نقول مطالب بتاعة النخبة علشان نبقى معزولين عن الناس ال عملت الثورة، ونفضل زي م كنا قبل الثورة.. أقلية.. وكام عيل بيهاتوا ف قلوبهم: "ويا أهالينا ضموا علينا"، وهما عارفين إن أهاليهم عمرها م هاتضم عليهم..

النهاردة إحنا بنصبّح ع الرجالة دول ودول وبنقولهم نقبكوا على شونة.. والثورة الإجتماعية ال هاتقلب الترابيزة عليكم جاية جاية.. وحقوقنا هاناخدها منكم بالثورة أو بالثورة.. عاشت الثورة!

Tuesday, April 26, 2011

واحد خمسة

اضراب المحلة ديمسبر 2006

1-

كنت في زيارة لمجموعة من الأصدقاء العمال في مصنع غزل المحلة. كان التاريخ 3 أو 4 ديسمبر 2006. كنت قاري كام كتاب أحمر عن نضالات الطبقة العاملة.. الروسية. كنت أحسب نفسي وقتها "شاب طبقة وسطى". كنت أعتقد أني أمتلك خبرات ثورية من الكتب إللي قريتها. كانت المجموعة العمالية الأبرز والأنشط وقتها تثق في. كان شكلي وأصولي الإجتماعية هي السبب على ما أظن. كانت زيارة معتادة للقلعة الصناعية القريبة من بيتي في طنطا. كنت جالس في صالة أحد الأماكن. كانت هناك مجموعة من العمال تدخل وتخرج من أحد الغرف.. ولم أهتم. دعوني للإنضمام إليهم؛ ودخلت.. فتمزقت كل الكتب التي قرأتها قبل هذا الإجتماع. كانوا يعرفون أني لست مجرد صحفي عمالي في جرنال "الدستور". كانوا يعرفون- على ما يبدو- أني شيئا آخر إضافي.

2-

في غرفة جانبية تحدثت هذه المجموعة أمامي عن قرار الإضراب الأكبر الذي فتح الباب للحركة العمالية المصرية. المناقشات كانت تدور حول تفاصيل الإضراب. القيادات في الغرفة الجانبية وزعوا الأدوار.. مَن سيتولي أمر تحريض الزملاء في مصنع الغزول، ومَن سيتولي تحريض الزملاء في مصنع الملابس.. وهكذا.

وحان وقت تحديد الإضراب الكبير. عمال "شركة مصر للغزل والنسيج" بالمحلة الكبرى الـ 27 ألف، امتنعوا عن تقاضي المرتب أول ديسمبر في خطوة احتجاجية أولى. الوقت يمر والإدارة لا تستجيب، فليكن إضرابا.. ولكن في أي وقت.

النقاشات الساخنة التي لا يقطعها سوى أدوار الشاي المسكر تحدثت عن يوم الخميس 7 ديسمبر 2006. وسألوني: إيه رأيك يا سيد؟. سيد استحضر سريعا الخبرات العمالية التي قرأ عنها في الكتب الحمراء، وأفتى: نبدأ يوم السبت 9 ديسمبر أفضل. ليه؟ ،سألوني، قلت: الحكومة أجازة يوم الجمعة ما يعني إستهلاك يوم في الإضراب دون بدء أي تفاوض.. وكانت اللطمة.

قالوا: م ينفعش لأن إحنا دلوقتي حاشدين 90% من عمال المصنع على قرار الإضراب، وتأخيره يومين يعني هانبدأ يوم 9 في الشهر، عندنا جمعيات ودروس خصوصية وبيوت مفتوحة من غير فلوس متشالة على جنب لطوارئ زي كدة. وقت الإضراب هانجيب نسوانا وعيالنا ونقسم اللقمة. م نقدرش نروح دلوقتي ونقول للعيال م عاناش فلوس هانكسر بنفسهم، هما ييجوا ويشوفوا إحنا بنعمل إيه وهايقدروا إننا في إضراب علشان نعرف نوفر لهم مصاريفهم.

3-

عرفت أن وعي العمال سابق وعيي.. وكل ال قريته كأنه مفيش.

4-

بدأ الإضراب يوم 7 ديسمبر، وانتصر يوم 9 ديمسبر.

5-

فآمنت بالطبقة العاملة.

كل سنة وإحنا طيبين

 

© blogger beta templates | Webtalks