Friday, November 28, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 7

على سبيل التقرير:

من علامات الحب الخاتم أنه يجُبٌّ ما قبله.


الهامش السابع:

كانت تقطع وتصل!؛ تبتسم إذا حضر هذا فيصير من المقربين، وتقطب حاجبيها إذا جاء ذكر هذا فينقطع ذكره إلي الأبد.

وكان - هو- يفعل كل هذا بسعادة ورضا كادا يصيباني بالجنون، فقد عهدته عنيدا لا يغيره إلا قراره، ولكن كما يبدو يجب ألا أعتمد كثيرا على ما تعودت عليه.


( أعد قراءة ما سبق. فالهامش السابع انتهي عند هذه النقطة و ما سيأتي بعد ذلك من قبيل الاستطراد، وليس به - تقريبا - أي جديد. )


قد يخيل لمن يقرأ هذا الهامش أن صاحبنا المفتون واقع تحت سيطرة محكمة لصاحبة الفتنة، والحقيقة أن من يظن هذا أبعد ما يكون عن فهم الفتنة أو معرفة أبعادها، فمفردات من نوعية "السيطرة" أو "التحكم" أو حتى "التأثير" لا مكان لها هنا. وملخص الأمر وآخر ما فيه أنه ادرك نصيبه من الدنيا واكتفي به وحمد الله عليه.. فكانت هي ولم يكن معها أحد.



Sunday, November 16, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 6

على سبيل التعليل:

ثابت هي..وكل ما سواها متغير.

الهامش السادس:

لم يكن يملك أمام طريقتها فى نطق اسمه إلا الابتسام والصمت قليلا ، قبل الرد، آملا فى أن تناديه مرة ثانية. ولم يكن يعرف أنه من اسم واحد- من اسمه هو- يمكن استخلاص كل هذه المشاعر، فتارة يصبح اسمه اعترافا صريحا بالحب، وتارة أداة قاسية للعتاب، وتارة أخرى طريقة اعتذار هى الأرق على الإطلاق. وتختلف المشاعر وتتباين ولكنها تظل قادرة دوما على اختزالها - دون اختصارها - في حروف اسمه.

لكن، ورغم كل هذا، لم تكن سعادته كاملة، فهى تناديه - كأغلب الناس- بلقبه وليس بإسمه، وهو الأمر الذى يجعله - على غير رغبة- يشعر بالمساحة التى يتركها استخدام اللقب الشائع بين الناس من فاتنة ليست كأحد من الناس.

حاولت تنبيهه أن ما يفعله هذا نوع من الكفر بالنعمة، ويا ويل من كفر بأنعم الله، فلم أحصل منه إلا على سخرية واستهزاء، وسؤال مازال يتردد في أذني حتى الآن " وماذا تعرف أنت عن الله والكفر والنعمة؟". بعد فترة صمت - تقليدية - طلب منى أن استمع جيدا لما سيقوله الآن لربما أفهم ما يعنيه وما يدور بقلبه " منهومان لا يشبعان.. أحدهما طالب حب". صرخت فيه ويحك، كان هذا حديث شريف، كيف تجرؤ؟، لم يرد لكنه أضاف إلي حيرة السؤال السابق نظرة سأظل أذكرها بقية عمري.

Thursday, November 6, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 5


على سبيل التبديل:

مفتونة به أنا الأخرى ..وهل للفتنة شروط؟

الهامش الخامس:

بعد فترة تردد، ذكرتني بتردده، قالت أنه حين أخبرها أنها فاتنة..ابتسمت. لكن هذا الإعتراف - كما أكدت لي- لم يكن البداية. ولما طلبت منها أن تحدثني بشأن البدايات، سكتت قليلا ثم قالت أحضر ورقة وقلما وأكتب ما سأمليه عليك، تجاوزت - مضطرا- عن الإهانة الضمنية.. وبدأت أكتب.

" كنت أنتظره هذا اليوم على غير العادة، كنت متلهفة لرؤيته..لسماع صوته..لنظرته، لم أكن أعرف وقتها حقيقة ما بداخلي، لم أكن أعرف وقتها إلا أنني أريد رؤيته.

حدثته أربع مرات، في كل مرة كنت أستعجله بالمجيء، وفي المرة الرابعة طلب مني أن أنتظره، وأكد على " متخليش حد يضايقك لغاية ما آجي..متخليش حد يضايقك غيري"، عرفت فيما بعد سبب ضيقي، وعرفت ماذا يقصد بكلمته، وعرفت أنه كان يعرف، وأنه يعرف أنني أعرف، وأنا لا أقوي على الكلام.. وهو الآخر لا يقوي عليه.

جاء إلي وجلسنا معا عشر دقائق فقط، كان يومها هادئا، أما أنا فكنت مرتبكة لأقصي مدي، سعيدة وحزينة، خائفة رغم شعوري بالطمأنينة، متلهفة ومنتظره.

قال لي " شكلك لطيف قوي وإنتي متضايقة" فضحكت.." شكلك لطيف وإنتي بتضحكي". أخبرته أنني سأبكي فقال " عارف إن شكلك هيبقي لطيف وإنتي بتعيطي بس مش هقولك كده علشان مش عايزيك تعيطي".

وقتها أخبرته أنني أحبه دون أن أنطق بحرف واحد، ووقتها أخبرني أنني.."

عند هذه (الـ أنني) توقفت تماما عن الكلام، وفشلت جميع محاولاتي أن أعرف بماذا أخبرها، واضطررت - للمرة الثانية- أن استجيب وأستسلم أمام عندها الشديد، لكن الأكيد أني سأحاول أن أعلم منه ماذا أخبرها، وربما تحول هذا إلي هامش آخر.

Saturday, November 1, 2008

هوامش على دفتر الفتنة 4


علي سبيل التكدير:

إن كان استخدام "اللغة" أمر ضروري للتعبير عن الحب؛ فأنا افضل لغة الإشارة.

الهامش الرابع:

كان أول ما لفت انتباهه هو اختيارها الجلوس إلي طاولة تكشف باب المقهي بصورة ممتازة، وتساءل - في نفسه طبعا- هل تعمدت أن تجلس في الجزء الممنوع فيه التدخين من المقهي؟.

(

أفكار وملاحظات لم تكد تظهر حتى اختفت سريعا أمام شوقه المتزايد لها، كان كلما اقترب موعد اللقاء زاد اضطرابه وخوفه، وقل عدد الحقائق التي يعتبرها مهمة في هذه الدنيا حتى تلخصت في حقيقتين فقط.. هو يحبها وهي تحبه، هي تنتظره الآن وهو يشتاق إليها كما لم يفعل من قبل.

)

رأها.. ابتسمت.. توقفت الأرض عن الدوران.. اتجه نحوها مسرعا.. داهمته رغبة قوية في احتضانها.. وقف أمامها.. ظلت جالسة..ظلت جالسة..ظلت جالسة..تململت الأرض في وقفتها.. لكنها ظلت جالسة.. مدت يدها تسلم.. مد يده..مال عليها وقبلها على وجنتيها.. ثم جلس.

لم يصارحني بتفاصيل هذا اللقاء إلا بعد مرور فترة - أظنها أكثر من أسبوع- عليه، وحتى بعد مرور هذه المدة كان يتكلم بإنفعال وكأنه حدث بالأمس فقط، ومما زاد من انفعاله و اضطرابه أنني لم أدرك بالضبط سبب الطريقة الغريبة التي كان يتحدث بها، ولما نفذ صبره تماما وفقد القدرة - والرغبة- في ايضاح مشكلته نظر لي بحدة و قال بلهجة ساخرة " مش مهم تفهم..هي فاهمة"

 

© blogger beta templates | Webtalks