Thursday, September 25, 2008

وطن مع ايقاف التنفيذ

تصوير : سعيد أحمد، نقلا عن جريدة البديل


أخرجوا الناس من بيوتهم، خربوها وهدموها أمام أعينهم.. ثم ألقوا بهم في الصحراء، ولكي تكتمل ملحمة الظلم و الفجور أقاموا كمائن على الطرق كي تمنع المشردين من العودة إلي مناطقهم. هذا هو ملخص - رغم أن الأمر لا يحتمل التلخيص- ما حدث لـ 102 أسرة من أهالي عزبة خير الله و اسطبل عنتر.

هل ستجد الحكومة هذه المرة ما تبرر به فعلتها؟، وهل ستهتم أصلا بالتبرير؟ أم أن وجود أم و ستة أطفال، مثل سناء سليمان احدي المطرودين من بيوتهم، لا يهم أحدا من مسؤولي نظامنا الذي يقدس حقوق الإنسان كما يحرص مبارك - رأس النظام- أن يؤكد دائما؟، إن كان أبناء السادة المسؤولين أفضل من أبناء "سناء" فليخرج لنا من يبرر، إن كان هناك مبرر لأن يموت "حامد محروس" متأثرا بأزمة قلبية دون أن يستطيع الأهالي نقله لأقرب مستشفي، فليخرج علينا من يبرر.



محروس عمره 60 عاما، أي أنه يصغر مبارك بعشرين عاما كاملة، ومات لأن أقرب مستشفى من الموقع الذي تم القائهم فيه تبعد 85 كيلو متر، ولا توجد به سيارات اسعاف لأن داخلية مبارك فرضت حصار أمني على المنطقة لمنع الأهالي من مغادرتها والعودة إلي مناطقهم مرة اخري.. تتسائل وما علاقة سيارات الإسعاف بالحصار الأمني، إن كان الصهيانة أنفسهم يسمحون بمرور سيارات الأسعاف؟.. الأجابة - إن وجدت- لن تكون إلا عند هذا النظام القاتل.

نظام استباح حتى احلام البسطاء بعيش مستقر، وقرر أن شقة 150 متر كثير على أسرة تسكن العشوائيات فهدمها وطالبهم بالقبول بشقة 31 متر سقفها من الخشب "عشة" لا يوجد بها أي مرافق، ماء أو كهرباء.

الخطأ الذي حدث،كما سيطلق عليه المسؤلين، سيتكرر - كما لن يقول أحدهم- لأنه في نفس التوقيت الذي تم فيه إخلاء عزبة خير الله واسطبل عنتر كانت قوات الشرطة تشتبك مع أهالي عزبة بخيت لإخلائهم من منازلهم ونقلهم إلي - ربما- صحراء أخري.. لنجلس جميعا- متواطئين بالصمت- في انتظار مزيدا من المشردين والقتلي.



 

© blogger beta templates | Webtalks