"لنريهم مدي حبنا لرسولنا الكريم يجب أن ننشر هذه الصورة ، وندعوا الله أن يعلي راية الجهاد لكي نذبحهم واحدا واحدا ، هيا نجدد مقاطعتنا للدنمارك وندعوا بلعن من صمم هذا المنتج"
هذا هو ملخص رسالة البريد الاليكتروني التي بُعث للآلاف في الفترة الماضية مصحوبة بصورة لمنتج من شركة Lego إحدي أشهر شركات انتاج لعب الطفال في العالم ، المنتج علي حسب ما يظهر في الصورة مكتوب عليه " العب مع النبي محمد و 23 من الزوجات متضمنين عائشة ذات الست سنوات"!!! ومكتوب أيضا أن اللعبة للأطفال أكثر من 6 سنوات ولا تصلح للفتياتّ!!....هذا غير العبارة السحرية "صنع في الدنمارك".
الصورة التي سببت المشكلة
الرسالة اكتسبت قوتها من ارفاق هذه الصورة وعدد من وصلتهم هذه الرسالة يقول أننا علي أعتاب معركة جديدة ستبدأ قبل أن تجف دماء معركة الرسوم الأخيرة ، ولذلك كان من المهم البحث عن أصل هذه الصورة لكي نعرف أبعاد المعركة المقبلة ، و عندما حاولنا البحث عن أصلها كانت المفاجأة ان الصورة منتشرة انتشار غير طبيعي في مئات المواقع الأجنبية يستخدمها من يهاجمون الإسلام في التهكم - خاصة أن الصورة يظهر فيها لعبة علي شكل رجل ملتحي يرقد علي فتاة شقراء- و يشكرون الشركة على هذا المجهود ، و تستخدمها المواقع الاسلامية والناشطون في هذا المجال في التدليل على استهداف الإسلام من الغرب وخاصة الدنمارك !
الغريب أنه في خضم هذه المعركة المشتعلة - اليكترونيا حتى الآن- لم يفكر أحد في الرجوع الي الشركة المنسوب اليها انتاج اللعبة للتأكد من حقيقة هذا الموضوع ، و بعد ان رجعنا لموقع الشركة على الانترنت حدث ماتوقعناه لم نجد لهذه اللعبة أي أثر وسط كل منتجات الشركة ، لكن مع وضع سؤ الظن في الاعتبار –رغم أن بعضه اثم – كتبنا اسم المنتج –الذي يظهر في الصورة – داخل محرك البحث الموجود بالموقع ،وكانت المفاجأة الكبري، رسالة من الشركة إلي كل عملائها تقول فيها أن هناك صورة مزيفة تجتاح العالم عبر البريد الإليكتروني لما يقال أنه أحد منتجات الشركة ويظهر فيها النبي محمد في اوضاع جنسية ، وتشدد الشركة علي عدم وجود أي علاقة بينها وبين هذه الصورة الموضوع عليها علامتهم التجارية ، وتقول ايضا أنها لا تعرف –حتى الآن – من ورائها و لكن المعلومات المتوفرة ان هذه الصورة ظهرت أولا في بعض المواقع الأوروبية ، وأن هناك تحقيق مفتوح بالتعاون مع الشرطة الدنماركية لهذا الشأن.
هل يكفي هذا أصحاب الدماء الحامية الذين لم يفكر أحدهم أن يتحقق من صحة الخبر الذي أرسله للعشرات - أو كتب عنه في مدونته - قبل أن يمرره علي عقله رغم خطورته الشديدة ؟ أم سيظل هناك لوم علي الشركة لأنها نشرت رسالة التوضيح بالإنجليزية فقط ؟؟!!