الكلام اللي في الأول:
حرق الرجال.. معركة بدأت أولى جولاتها بتسريب مكالمة خالد صلاح مع "عمرو- ممدوح اسماعيل-"، والقرار بالبدء في المعركة في هذا التوقيت هو علي ما يبدو ظل لصراع أكبر تجري وقائعه الآن في المؤسسة العسكرية.
خالد صلاح "إستعان ع الشقا بالله" في عدد صحيفته "الزيرو" الذي لم يقرأه للأسف إلا الصحفيين، بمقال تقريظي عن دور عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة وقتها، والمؤسسة الوطنية القوية التي يقف علي رأسها، وهو ما أعاده خالد "باشا" صلاح علي "عمرو" في مكالمة "سكاي بي".
التصاعد الدرامي:
بعد سقوط الرئيس، خالد "باشا" وغيره كثير إختاروا مبكرا الإرتماء في حضن الجيش ومجلسه العسكري، لكن "الباشا" كان سباقا في الطريقة التي أعلن بها تاييده للجيش وتحديدا رئيس المجلس العسكري الذي يحكم مصر الآن، ونشر بروفيلا غريبا ومريبا عن الدور الرجولي لـ "الملازم ثاني!" حسين طنطاوي في حرب 56، ودوره البطولي في هزيمة 67، وإسهامه المدهش والكبير كـ "مقدم!!" في حسم انتصار حرب 73 وسماه -طنطاوي- في البروفيل بـ "بطل الحروب الثلاثة"!!
يبدو وأن القرار المبكر والفج لخالد "باشا" بالارتماء في حضن الجيش، أثار من كان يعمل معهم قبلها فقرروا الانتقام منه وحرقه بهذا التسجيل ذو الجودة العالية.
العقدة:
حرق خالد "باشا" ليس هدفا في حد ذاته وإنما الهدف منه، وهو ما سيتضح بقوة في الأيام المقبلة، تخويف جماعي منظم لكل رجال الصحافة المستقلة وفضائيات رجال الأعمال، الذين نعرف جيدا - كصحفيين- أن لهم "علاقات ما" بالمخابرات العامة.. هذه الـ "نعرف" ينقصها تسجيل "كاشف" كتسجيل خالد "باشا" مع عمرو "بك".
إضرب الملطوط، أو إحرق المحروق.. هو ملخص ما حدث من تسريب، وأعتقد أن الرسالة وصلت بقوة، كل فلول الإعلام الخاص "المستقل" ستبدأ في إعادة حساباتها مع المجلس العسكري الذي إلتقاهم لبدء حوار مجتمعي حول أولويات الفترة المقبلة.
جملة إعتراضية:
قاعدة تاخذ بها المحاكم أثناء نظر قضايا النشر: public interest OR interest of public?.. يعني: إذا كان نشر المستند هدفه إثارة فضول العامة لمعرفة ما يجري خلف الابواب المغلقة؛ يبقي الصحفي يشيل الليلة ويلبس الغرامة، أما إذا كان هدفه "مصلحة العامة" عبر نشره المستند فيبقي الراجل براءة ويروح علي بيتهم.
نرجع تاني للموضوع:
وبما ان المخابرات إختارت اللعب مع الشعب بهذه الطريقة، فعلي الشعب( اللي احنا أفراد فيه) الرد علي هذه الطريقة بالمرور مرور الكرام علي الفضائح "القادمة" بعد أخذ العبرة الخالدة: عرفنا إن نخبتنا المصرية فاسدة من الرأس وحتي الذيل، وبالتالي يا ريت ننجز ونشوف شغلنا في كشف وقائع الفساد المتورط فيها الرئيس وكبار رجال الاعمال من المدنيين و"العسكريين.. وعدم التوقف طويلا أمام هذه الشرائط.
الخاتمة:
لم اتوقف طويلا امام موضوع شريط خالد "باشا" صلاح إلا قدر الوقت الذي استغرقته كتابة هذه التدوينة.. حوالي 10 دقائق أو أقل، ولن أعود إليه ثانية.
شكرا!
No comments:
Post a Comment